رواية : عاشقان على متن السحاب
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رواية : عاشقان على متن السحاب
عاشقان على متن السحاب الحلقة الأولى : أنا وردة فتاة جميلة , فتاة عمرها عمر الزهور وأحلامها أحلام الطيور لطالما حلمت بالسعادة والسرور لطالما تمنيت أن ابني لي في حياتي قصور ولكن كانت الأحزان كالغربان التي فوق راسي تدور , التي كانت تهدم كل فرحه تريد أن ترتسم على وجهي البائس الحزين , عانيت في حياتي الكثير , وتمنيت الخلاص من هذا الشقاء المرير , وتعلمت الكثير من الدروس , تعلمت منها ما هي الحياة , ما هو الشقاء , ما هو العناء ؟ تعلمت وفهمت , بعدما من نارها لسعت , ومعها حكيت قصتي , ومن هنا سأحكي قصتي ,قصتي مع العذاب , قصتي مع الضياع ,قصتي التي امتلأت صفحاتها بالدموع , وشربت أحداثها من كاس الألم والقهر هذه هي أنا 00 ورده , سأحكي روايتي مع الدموع سأحكي قصة حياتي , سأحكيها وبكل سرور .... سأرجع قليلا إلى الوراء , لأسبح في بحر الذكريات, سأحاول أن أتذكر كيف كانت ورده الصغيرة , في ذلك الزمان المنصرم ....لا اتذكر من صباي سوى تلك اللحظات الجميلة , الساحرة , والباهرة ,لا اتذكر نفسي الا وانا في السادسة من عمري , طفلة جميلة , وديعة, وبريئة , ارى الدنيا بعيناي الصغيرتين , احلم بالالعاب والحلوى , والشوكولا ,وبأفلام الكارتون , والتلوين والرسم ....كانت حياتي كلها في المنزل , كنت اشعر بأنه عالمي الدافيء , و ملاذي الآمن , علقت عليه جميع ذكرياتي الجميلة , و انشدت بها أناشيدا شجية , سطرت بين اركانه قصصي ورواياتي البريئة, لعبت فيه ولهوت فيه, بكيت فيه , وضحكت فيه , كان كريما معي فاحتواني , وكنت كريمة معه فلم انسى فيه ذكرياتي ,واحببته حبا كبيرا, كان هذا هو منزلي الدافيء , وكانت تلك مشاعري تجاهه مشاعر الطفوله البريئه التي لم تكدرها مصائب الحياة, ولم تطعنها اسهم الغدر و الالم ...كنت أنا الصغرى بين البنات , ولم اكن اخر العنقود , بل كان هناك اخ يصغرني بسنة واحدة فقط , فكان هو الطفل المدلل وكان الكل يحمل له الحب والاهتمام , كنت ارى اخواني كالعمالقة , أشعر بالخوف منهم , وأحيانا بالامان معهم , و أشعر بأنه من الواجب احترامهم , وكانوا قدوة لي في كل شيء , أشعر بأن كلامهم هو الصواب مهما قالوا ,و أثق فيهم مهما فعلوا , و أنهم يعلمون الكثير مما لا أعلم ...كانوا اولائك اخوتي الكبار , وتلك هي مشاعري تجاههم , مشاعر الطفوله البريئة التي لم تكدرها منغصات الحياة المريرة ,والقاتلةكبرت, وكبرت مع الايام , بدات اميز ماحولي , وانظر لكل شي ,وجاء ذلك اليوم الذي عرفت فيه المدرسة , لا أنسى اول مرة دخلت فيها المدرسة , لم أكن أعلم بشيء , وما هي تلك المدرسة ؟ وما ذا نفعل بداخلها ؟ لما ذا أرى أخوتي يذهبون اليها ؟ أسئلة بريئة كانت تدور في خلدي , لم اكن أعرف جوابها رأيت أمي تلبسني وتقول لي : يله يا بنتي راح نسجلك بالمدرسة وأنا مند هشة واقول في نفسي : ما ذا تقول أمي ,لماذا هي حريصة على ادخالي هذه المدرسة , كنت أشعر بأن تلك المدرسة عظيمة ومخيفة , بمجرد ما أسمع امي تتحدث عنها , أشعر بالرعشة في جسمي , ولكن أشعر بعظمتها من مجرد ذكرها الى ان جاء اليوم الذي ذهبت فيه اليها بقدمي الصغيرتين , كنت قبلها بيوم قد جهزت المريول المدرسي, والحقيبة , والحذاء , وكل شيء , يا للبراءة , كنت لا أعلم لماذا كل تلك التجهيزات , والاعدادات, أعجبتني حقيبتي كثيرا وتعلقت بها , كلما أخاف من المدرسة ,أرى حقيبتي الصغيرة و اقلامي , ودفاتري , يشتعل فيني الحماس للذهاب اليها , ونمت مبكرا , ولأول مرة أمي تجبرني على النوم مبكرا, ونمت رغما عني , رغم رغبتي في البقاء مع أمي وأبي , الذي أعتدت البقاء معهم على التلفاز في وقت السمر ولكن من اليوم سأبدا رحلتي مع المدرسة , من اليوم سأكبر وسأصبح طالبة في المدرسة , تذهب لدوامها المدرسي , وتلتزم بطابورها الصباحي , وترى معلماتها كل يوم لتتلقى منهم الدروس و تكبر معهم يوما بيوم ...نهضت باكرا كان الوضع غريبا بعض الشيء , لم أعتدت أن ارى ضوء الفجر الازرق , فقد أعتدت أن توقظني أشعة الشمس عبر النافذة , نهضت وأعجبني ضوء الفجر الأزرق كثيرا , لبست المريول والحذاء , شعرت بسعادة غامرة, خصوصا وأنا البس حذائي ,واجهز حقيبتي الجميلة, وأخواتي معي , كانوا اثنتان احداهما أكبر بسنتين , والثانيه بست سنوات , شعرت بالامان وهما معي , وكذلك بالحماس وانا ارى اخوتي الكبار معي في نفس المدرسة , شعور قديم وجميل , ذهبت وشاهدت تلك المدرسة العملاقة , شاهدت مدرسيها , وطالباتها بجميع المراحل , والمستويات , منظر مخيف, وجديد لم اعهد به ابدا , ماذا سأفعل ياترى بداخلها , هل سألعب أم سأكل الحلوى , أم ماذا سأفعل ياترى, عقلي الصغير لا يستطيع الفهم والادراك, أرى الطوابير منتظمه وكل طابور طالباته اكبر من الذي قبله, عيناي غارقتان بالدموع , والخوف يشتعل فيني وأرى طالبات صغيرات في قمة البراءة, يرتدون الزي المدرسي ويبكون, وبعضهم متحمس , ومسرور , والبعض يمسك بيد والدته والمعلمة تقودنا بيديها الكبيرتين , لتعلمنا كيف نتأقلم مع منزلنا الجديد , أخذتنا لنلعب ونلهو , وأعطتنا الحلوى , ولعبت معنا , كان قلبها الحنون يغمرنا, وكأنها تريد أن تشعرنا بأن المدرسة ,عالم لطيف ’ وليست شبح مخيف , وصارم...رجعت الى المنزل , و مشاعر غريبة تملكتني , شعرت بأن منزلي ولأول مرة بعيد ا عني , أشتقت اليه كثيرا , و رحت ارتمي فيه بعدما بعدت عنه اليوم كثيرا, تلك المدرسة ارتسمت في عيني بشكل كبير, وفتحت في مخيلتي كثيرا من الاحلام , والطموحات الصغيرة, اخذت كتبي وكنت اتصفحها بحماس ,احاول فهم ما بها ولكن لا استطيع عيناي الصغيرتان تجولان , في كل صفحة, و تشعر بأنها تتطلع الى الغاز مبهمة صعبةالحل , ولم أكن اعلم بأنها في يوم ستكون أتفه ما يمكن فهمه...ذهبت الى مجلسنا العائلي,ذلك المجلس الذي كل يوم أذهب فيه ,ولكن ورده اليوم , ليست كورده بالامس , اليوم ورده أصبحت كبيرة تحمل الحقيبة الصغيرة , وتخطو خطواتها نحو العلم , ستكبر وتكبر, وتعمل , وتجلس في نفس مكان العائلة ,ولكن بروح مختلفة, وتفكير مختلف يكبر ويكبر مع الايام..شعرت بأنني كبرت , لست كما كنت اجلس في العام الماضي ,بدأت أفهم وأعي ما حولي, كل شيء في حياتي أنتظم , كل شيءأصبح بمواعيد, نومي , وذهابي ,ورجوعي , وحل واجباتي ,كل شيء في وقته , لا تؤجل عمل اليوم الى الغد , انه شعاري الذي تعلمته من مدرستي , وكان يرن في ذهني كجرس المنبه , طوال الوقت افكر بتلك المدرسة , أخاف منها احيانا واحسها كالشبح , ولكن تأتي أمي وتزيل عني هذا الخوف بكلماتها الحنونه الناصحة, لا تخافين يا بنتي ’ بتلقين صديقاتك اللي تحبينهم , ومدرساتك اللي يحبونك,وخليك شاطرة , عشين الكل يحبك وتاخذين الشهادة فيعاودني ذلك الحماس , و يزول الخوف شيئا فشيئا, ويعاودني حب المدرسة , فأخاف من جديد , فتأتي أختي الكبرى وتناصحني و تقول : يا ورده شكلك مره حلو وانتي لابسه المريول ماشاءالله كبرتني وصرتي حلوه , ذاكري زين وصيري شاطره عشين تصيرين احلى بنت,وعندما أسمع تلك الكلمات أزداد حماس ,وسرورا ...فأذهب الى مدرستي من جديد , و حبها ينمو في قلبي أكثر من ذي قبل ,ويبدا معي يوم جديد في تلك المدرسة العملاقة ...كنت اقضي فيها اجمل ايامي , فروح الطفولة تجعلني ارى كل ما امامي جميل, دخلت الصف الدراسي , لقد كان صفا متواضعا , وبريء , ولكن رايته عظيما, ورايت صديقاتي بداخله , فخفت من كثرتهم , وذهبت بكل براءه لاختار مقعدا اجلس فيه , جلست بمقعدي الدراسي واسئلة كثيرة تدور في رأسي ماذا سنأخذ في هذا الصف, لماذا نحن مجتمعين فيه , لماذا نترك منازلنا ونأتي الى هذا الصف 000تدور تلك الاسئلة الرائعة في مخيلتي , الى ان دخلت تلك المعلمة العظيمة فجاوبت جميع تساؤلاتي , كانت في ناظري الصغيرين كالام الحنون , وبابتسامتها الحانية , اخبرتنا ماذا سناخذ اليوم بعدما تسلمنا كتبنا بايدينا الصغيرة , والمعلمة تامرنا باخراج الكتاب , والقلم ,والدفتر وتبدا بكل صدق تخطو معنا رحلة العلم خطوة بخطوة , وأنا أشعر بأن تلك المعلمة هي القدوة والمعلم العظيم الذي يستطيع الاجلال والتقدير , (فمن علمني حرفا كنت له عبدا ) , الكل يحاول التعلم وانا معهم , فتارة ابتسم ببراءة , وتارة انظر لمعلمتي ,وتارة لصفي , وتارة لقلمي , ودفتري, وتارة لبنات صفي , وكانني استوعبت وضعي ’وعرفت ماهو الكنز الذي نسعى له ,ماهو ذلك العلم , وماهو الجهل , وماهي المعلمه , وما هم الاصدقاء.....ذهبت لمنزلي , وقبلت امي وقبلتني , فكلما افارق امي طوال ساعات الدراسة استشعر حنان امي اكثر , وافتقدها كثيرا , وابكي كلما تخيلت فراقها في يوم , و اتمنى ان اعود للمنزل لتحضنني بحنانها العظيم ,و لاتناول طعامها الشهي الذي لايماثله اي طعام , كم هو شعور جميل ودافيء , شعور الاسرة , والاجتماع , وحنان الام ,والاب , ومائدة الطعام التي نجتمع حولها , شعور لم ان انسه في يوم واتمنى لو اعيده في يوم 000000كنا نرجع جميعا الى المنزل , انا , واخواني , فجميعنا كنا نذهب الى المدرسة وقتها , ما عدا اخي الصغير الذي كان يصغرني بسنة كان ينظر الي بدهشة , وانا احمل معي الحقيبة , ويقول لامي :يمه ابغى اروح مثلها المدرسة , وش معنا هي تروح وانا لا 000وانا كنت أشعر بالغيض منه , وادفعه ثم اقول بكل كبرياء: المدرسة بس للكبار مو للصغار مثلك 000نجتمع كلنا كالعاده على مائدة الطعام , والكل منهمك في الاكل بعد جوع طويل , وتعب طوال اليوم , و نتبادل النكات , والاحاديث ’ بكل مرح وسرور, وبعدها نذهب للنوم , وننهض لنجتمع مرة اخرى على التلفاز ونرى البرامج , والمسلسلات ,وافلام الكارتون ونتأثر بالاحداث بكل براءة ’ وحماس وعندما تأتي اجازة الاربعاء , والخميس ,يكون كيوم العيد بالنسبة لنا ننهض انا واخي الذي يصغرني في الصباح , لكي نشاهد افلام الكرتون, و بعدها نلعب مع بعضنا , ثم نتشاجر في نهاية اللعب كالعادة , ثم نتصالح اذا اردنا اللعب مرة اخرى , ونشعر بالحزن لان كل من بالمنزل في حالة نوم عميق فليس في المنزل اطفال سوانا , الى ان تنهض امي من نومها , فنشعر بالفرح , والسرور ,الان ستعد لنا امي الفطور الشهي , والحليب اللذيذ, ومن بعدها يقوم اخوتي , وتدب في منزلنا الحياة عندما يجتمع الكل , ويضحك الجميع وصوت التلفاز العالي , لا يفارق مجلسنا الجميل , هكذا كنا نحن ما اجملنا ,واروعنا , ليتنا نعود , وليت تلك المشاعر تعود 000كنت متعلقة باخي الصغير كثيرا , كنا نلعب مع بعض ونلهو مع بعض طوال وقتنا , ونتشاجر طوال وقتنا , بكل براءة نسطر انا وهو اجمل مشاعر اخوتنا , لم اكن اتصور حياتي من دونه, فهوكان كالتوام الروحي , واخوتي الكبار كانوا يجلسون مع بعضهم , ولم يكونوا يشركانا معهم بالحديث , لانهم على حد قولهم , يتحدثون عن امور لا تناسبنا , وانا انظر اليهم بكل ضجر , واقول في نفسي ليتني كبيرة لكي اجلس معهم , وافهم ما يقولون .... كان جونا العائلي هادئا وناضج ,كنا عائلة محترمه ونموذجية , تربينا على الاخلاق , والادب , كنا نزدري كل ما نراه من سلوكيات لا اخلاقية,هذه هي المباديء التي غرست في نفسي وانا ابنة السبع سنين , فما اجملها من مباديء , واخلاق ...مرت الايام وانا اكبر واكبر, اكبر بشكل طبيعي في جو حنون , وسوي , خالي من الضياع والتشرد, لذلك كنت دوما مسرورة , وسعيده , وكان وجهي طفوليا صافي , يشع بالنور , ويتسم بالهدوء, وضحكتي بريئة تغرد بالحان الامان ,وتفصح عن مشاعري الصادقة , وعيناي سعيدتان , وديعتان , ومرت ايام لاصبح في الثامنه من عمري ,يا الله لقد مرت سنه على دخولي المدرسة, شعرت بتغيرات كثيرة , فتلك المدرسة التي كانت تخيفني بالامس , اصبحت صديقتي باليوم , لقد عرفت فيها الاصدقاء , صديقتين من اجمل الاصدقاء , وهما ربى , وميار , احببتهم كثيرا واعجبت بهما كثيرا ,كنت اتمنى ان اصبح مثلهم , لقد كانتا جميلتان وبريئتان , كانتا تذكرانني بشخصيات الكارتون الوديعه, فتعلقت بهما واحببتهما من قلبي , فقد كانتا مثلما احب مجتهدتان , ومهذبتان لكنني كنت ذات شخصية ضعيفة ,هادئةجدا ,وناعمه , وهذا ما كان ينقصني ,ويجعلني في كثير من الاحيان سلبية, فكنت دائما احب التقليد , كنت اقلدهم في كل شيء , في الحقيبة , وقصات الشعر , وحتى المريول , و بالاخص ربى لا ادري ما هو سر اعجابي بها , كنت اتمنى ان تصبح اختي , وان نصبح انا وهي في منزل واحد , كنت كلما اراها في المدرسة , اكاد من شوق اطير , وبالاخص عندما نلعب مع بعضنا في فناء المدرسة و نتحدث عن كل ما يحدث في المنزل , وعن مغامراتنا بداخل الصف , وعن افلام الكارتون , وعندما نتعاون في حل واجباتنا ,ونساعد بعضنا , وكذلك ميار , حقا كنت اغبطهما كثيرا ,واشعر بأنهما كالخيال احيانا , كذلك صور لي تفكيري الصغير ,كلاهما كنت احمل لهما في قلبي ذات الحب , كانتا بالفعل صديقتي الحقيقتين , وكنت احمد ربي انهما صديقتي ...عندما دخلت سن الثامنه شعرت انني كبرت بالفعل , شعرت بانني استطيع ان اعتمد على نفسي , لكنني لم ازل انظر لحجمي الصغير , واقارنه بباقي بنات المدرسة , الذين هم اكبر مني عمرا, وأشعر بأنهم من حولي عمالقة ,و يفوقونني بكثير , كلما حادثوني ,اوحاولوا اللعب معي , اخاف منهم وابتعد عنهم , واذهب مع صديقاتي بكل براءة ...جميلة هي تلك الايام قد اغيب عنها بعقلي كثيرا ولكن لن انساها في يوم , مازلت صديقة حميمة لميار وربى , نلعب, ونلهو , ونغير من بعضنا غيرة طفولية جميلة, تدفعنا للحماس , والتنافس , فكنا نقلد بعضنا في كل شيء , ونشعر باننا اجمل بنات المدرسة , كنا ناخذ نفس الدرجات , وكانت تقديراتنا متقاربة , وكنا نحب ان نعمل الاشغال التي تطلبها منا المعلمة مع بعضنا , وحتى في اذاعة الصباح نحب ان نكون مع بعضنا , كنت اشعر بأنهما بالفعل كانا يوقدان فيني جذوة الحماس , فلا احب المدرسة الا بوجودهما , ولا اتشجع لمذاكرة دروسي , وحل واجباتي الا عندما اتذكر بان لي صديقتين احبهما كثيروانتظر ودهما ورفقتهما دوما بفارغ الصبر , وكانهما فراشتين وديعتين اتسلى برفقتهما فوق زهور تلك المدرسة ..ومرت سنة وانا متاقلمة مع اجواء المدرسة , ومسرورة بصديقاتي الجميلات , واللاتي احببتهم كثيرا , وكلما مرت سنة اشتقت للمدرسة اكثر , وزال عني شبحها المخيف , واصبحت في التاسعة من عمري كانت اجمل لحظات دراستي هي تلك المرحلة , لانني شعرت فيها بذاتي اكثر , وبثقتي بنفسي , كنت احب نفسي كثيرا , وبالفعل كنت من داخلي جدا جميلة ,لذلك كنت سعيده ومسرورة ,فلقد كان المدرسات يحبونني كثيرا , ويثنون علي لانني كنت مجتهدة , وهادئة , ومهذبة لابعد درجة , فحب المدرسات لي جعلني احب المدرسة , واشعر بانني بالفعل فتاةمحبوبة, في هذا السن احببت مدرستي كثيرا وعرفتها اكثر , واحببت بنات صفي اكثر واكثر, شعرت بان هذه المدرسة بدات تدخل قلبي شيئا فشيئا , لقد تركز حبها في قلبي اليوم , وكم تمنيت ان اظل احبها كل يوم .....ومازلت ايضا اعيش روعة الصداقة التي جمعتني بربى وميار , كانت ربى وميار تجلسان بجانبي, ونضحك ونلهو مع بعضنا كما كنا , كم كنت مسرورةمعهم , ومتلذذة بدفء صداقتنا , كانت هي مصدر سعادتي , وحماسي بالفعل , وكم تمنيت ان لا تموت تلك الصداقة ابدا , كان المعلمات يضربون بي المثل , فكلما صار موقف لطالبة مستهترة , قالوا : شوفوا ورده وخلوكم مثلها فأشعر بالفرحة تغمرني وانا مصدر اعجاب مدرساتي , وانظر بازدراء وغرور ولكنه من نوع بريء لتلك الطالبة المستهترة , واقول في نفسي في كل مرة: اموت واعرف كيف هذولي البنات عايشين بالكسل هذا , نظره تحمل الكثير من الدهشة واقارن بيني وبينهم ,بين اجتهادي وكسلهم , وبين انضباطي واستهتارهم ,فأشعر بالغيض منهم ومن غباءهم ,واشعر بالفرق الكبير الذي بيني وبينهم , واحمد ربي على نعمة الاجتهاد وكانني اعطيت كنزا كبيرا ....اما مدرساتي فلطالما شعرت بطول المسافةالتي بيننا , وشعرت بانني لكي اصبح مثلهم احتاج الى الكثير من الوقت , او من المحال ان اصبح في مكانهم يوما من الايام , كنت حتى وانا في سن صغير اشعر بان المدرس عظيم ورسالته اعظم واعظم ,وانه هو القدوة الحقيقية , ولكن عندما يكون نعم المعلم , فما اجمل تلك الافكار الكبيرة التي غرست في عقلي الصغير فاضاءته ,وانارته الى ازمان ,وازمان ....واما انا فكنت الطالبة مثالية , وكنت جميلة في منظري , واخلاقي , هادئة , ومسالمه , طيبة القلب ,ولا احب ان اؤذي احدا , وجهي بريء وهاديء , وعيناني صافيتان, وحالمتان , بالفعل كنت كالعصفور الجميل الذي يحب ان يطير من دون ان يؤذي احد , اوان يؤذيه احد , ولكن قد يفكر الكثير ان يصيده , اويؤذيه ,او حتى يأكله ....مرت تلك السنوات الثلاث , كالنسيم العليل , فقد استنشقتها كاكسجين الصباح النقي الجميل , رحلت كالسحاب وما ذا اتى بعدها ياترى من ايام وسنين , هذا ما سنراه في الحلقة الاخرى بكل التفاصيل
alili slimane- عدد المساهمات : 25
نقاط : 75
تاريخ التسجيل : 29/12/2011
śáşõ- عدد المساهمات : 2015
نقاط : 2873
تاريخ التسجيل : 28/12/2011
العمر : 25
الموقع : سوررية وافتخرر--واي ما عاجبو ينتحرر--ويكتب على قبرو تحدى وما قدر
رد: رواية : عاشقان على متن السحاب
موضوع رااااااائق
وشعر راااااائع
فمة في الجمال والابداع
شكرا لك وعلى مجهودك
تحياتي
=)
وشعر راااااائع
فمة في الجمال والابداع
شكرا لك وعلى مجهودك
تحياتي
=)
لَـێـۉڼهَـ- عدد المساهمات : 1424
نقاط : 2218
تاريخ التسجيل : 31/12/2011
العمر : 28
الموقع : سوريا(حمــــــــ العديه ـــــــــص)
مواضيع مماثلة
» رواية مؤثرة ... وداد وفهد !! ( منقول للامانة)
» ملخص رواية ماجدولين للمنفلوطي "رااااااااااائعة و أكثر
» رواية {غربة و لقاء::الجزء الأول::} محاولة متواضعة بقلمي تابعة لمسابقة كتاب الروايات
» ملخص رواية ماجدولين للمنفلوطي "رااااااااااائعة و أكثر
» رواية {غربة و لقاء::الجزء الأول::} محاولة متواضعة بقلمي تابعة لمسابقة كتاب الروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى